
كما لاحظ الجميع، ومع ضراوة حملة التشكيك بكل من يحث على المشاركة في الانتخابات المقبلة، ومع ارتفاع رسم التسجيل بشكل كبير، فان نسبة المرشحين أتت مشابهة إن لم تكن أفضل من الانتخابات السابقة.
الأفضل والأفضل ان جماعة المقاطعة أسدوا إلى البلد خدمة كبيرة بمقاطعتهم، على اعتبار انهم بالذات من تسبب بأكثر الكوارث التي مرت على البلد.
فهم من أعاق تطوير حقول الشمال بحجج غير مفهومة، وهم من اعاق المصفاة الرابعة والداو كيمكال، وكلنا يعرف النتيجة، وهم من دمر الخطوط الجوية الكويتية عندما قاموا، ومع سبق الاصرار والترصد، بإلغاء الصفقة التي كانت المؤسسة تريد أن تنجزها لتطوير الاسطول القديم المتهالك.
وهم من دمر الاقتصاد الكويتي عقب ما اصدروا قانون «البي أو تي» سيئ الذكر، مع قوانين أخرى تعتمد ثقافة الشك وتخون طبقة التجار!
هم من قسم المجتمع عندما شرعوا قوانين تنفر بعض فئات المجتمع، وهم من وضع يده على العلاج في الخارج، وتركوا غيرهم على قارعة الطريق يعاني الأمرّين، وهم من عارضوا وصارخوا وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ليعيّنوا اخوانهم ومفاتيحهم الانتخابية بأفضل الوظائف الحكومية داخل البلاد وخارجها، ومع هذا كله يدّعون انهم معارضة وطنية صادقة!
مع كل ما تقدم، فإن اغفال الدور الخائف والمتردد للحكومات السابقة، عملية غير منطقية، فقد ساهمت هذه الحكومات بالوضع الذي وصلنا إليه، وأتى اليوم الذي تشكل فيه الحكومات بشكل مختلف عن السابق، وإلا لا طبنا ولا غدا الشر.
لنجتهد بالعمل ولنساهم في ايجاد طبقة سياسية جديدة، تساهم في وضع قطار البلد على السكة الصحيحة، فقد مللنا من الحديث والكتابة، والندب على الاطلال، فلدينا جميع المقومات لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا، كل ما نحتاجه الى عقول جديدة في البرلمان تساعد على تشريع قوانين جديدة، وحكومة قوية متجانسة تعمل على ترجمة هذه القوانين، لأننا، وأقولها للمرة المائة بعد الألف، بتنا نلعب في الوقت الضائع، وأي خطأ قادم سيكون كارثيا.
• • •
• آخر العمود:
نبارك للكويت تعيين سامي النصف رئيسا لمجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية، فالرجل أمضى ما يقارب الربع قرن في قيادة مختلف الطائرات، وصولا إلى الطائر العملاق «الجامبو»، وإذا كان هناك من شخص يستطيع ان ينقذ «الكويتية» من الوضع المزري الذي وصلت إليه، فهو الكابتن سامي الذي نهمس في أذنه بأن يبدأ عمله باستئجار طائرات، فقد وصل الخوف بالناس،عند استخدام أسطول «الكويتية»، الى مرحلة متقدمة، جعلتهم يقدمون على استخدام جميع الخطوط الاقليمية لتفادي استخدام الطائر الأزرق. كابتن طلبناها منك طائرات جديدة ولو بالإيجار. فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق